صَرْخَةُ فَرَسٍ تُوشِكُ أَنْ تُصْبِحَ فَرَاشَةً
كَامْرَانْ ميرْ هَزَارْ
تَرْجَمَةُ: مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة
صَرْخَةُ فَرَسٍ تُوشِكُ أَنْ تُصْبِحَ فَرَاشَةً
- الأُفُقُ، بِاسْتِمْرَارٍ فَوْقَ المَاءِ،
يُقَسِّمُ النَّهْرَ،
وَيُفَرِّعُ (أُوكْسُوس)،
وَشَخْصٌ مَا صَنعَ مَنَصَّةً؛
أَوْ رُبَّمَا
رُقْيَةً هِنْدُوسِيَّةً عَلَى الرَّمْلِ،
تَتَحَرَّكُ، وَتَجُولُ عَبْرَ المَمَرَّاتِ، وَتَهْبِطُ عَلَى سُفُوحِ الكَلِمَاتِ؛
لِتُصْبِحَ كَلاَمًا كُلَّ مَرَّةٍ لِلتَّوَاصُلِ، أَوْ رُبَّمَا لِقَطْعِ التَّوَاصُلِ؛
ثَمَّ دَوَاةُ حِبْرٍ رَطْبَةٌ،
وَلَفَّةٌ لَوْلَبِيَّةٌ دَاخِلَ إِنَاءٍ مِنَ الزُّجَاجِ،
رَبَطَتَا نَفْسَيْهِمَا تَمَامًا لِتَتْرُكَ النَّفْسَ فِي الخَلْفِ،
بَيْنَمَا التَّنَفَّسُ المُضْطَرِبُ يَلْمَسُ حَوَافَّ كَأْسِ الطِّينِ،
وَالحَواسُّ الخَمْسُ تُصْبِحُ ثُلاَثِيَّةَ الأَبْعَادِ،
مُلْتَوِيَةً، وَغَيْرَ مُلْتَوِيَةٍ، فِي إِثَارَةِ الشِّفَاهِ المُغْلَقَةِ،
وَشَخْصٌ مُتَجَوِّلٌ يَتَحَرَّكُ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ، يَحْمِلُ السَّرَطَانَ؛
بُخَارُ التَّنَفُّسِ يَسْتَرِيحُ عَلَى فِنْجَانِ الشَّايِ،
وَالتَّحْدِيقَاتُ مَشْدُودَةٌ مَعًا،
وَكَآبَةٌ مِنَ العَبِيرِ الحُلْوِ الصِّينِيِّ؛
لَقَدْ غَادَرَ جُزْءٌ مِنْ أَجْسَامِنَا إِلَى التِّبِتِ،
وَصَرْخَةُ فَرْسٍ تُوشِكُ أَنْ تُصْبِحَ فَرَاشَةً.
2.
عُلَبُ البِيرَةِ وَحَفْنَةٌ مِنَ الدُّولاَرَاتِ،
يَنْظُرُ إِلَيْهَا هُبُوطًا وَصُعُودًا،
بِنَظْرَتِهِ المُتَوَسِّطِيَّةِ،
وَمُخْتَالاً يَتَحَرَّكُ صَاعِدًا إِلَى وَرَقَةِ القِّنَّبِ
حَارِقًا النَّظْرَةَ فِي نَارِ الكَلِمَاتِ،
وَقَدْ حَزَمَ حَقَائِبَهُ فِي الثَّالِثِ مِنْ أُغُسْطُسَ،
وَانْطَلقَ نَحْوَ وَهْمٍ بَعِيدٍ،
وَطَرِيقٍ وَرَاءَ الحَضَارَةِ؛
3.
قَالَ وَاحِدٌ: دَعُونَا نَشْرَبْ كَأْسَ الحُرِّيَّةِ هذِهِ،
وَرَكَضَ وَرَكَضَ وَاحِدٌ عَلَى طُولِ مَسَارٍ مِنَ الإِلِكْتِرُونَاتِ،
وَدَخَلَ وَاحِدٌ المَسَارَ،
وَوَصَلَ وَاحِدٌ إِلَى الجِسْرِ، حَيْثُ النَّفْسُ تُصْبِحُ النَّفْسَ ذَاتَهَا،
وَحَيْثُ الآلِهَةُ وَالضَّحِكُ مِنْ خِلاَلِ الشِّفَاهِ.
هَلْ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ هُنَاكَ؟
المَكَانُ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ المَمَرُّ هُوَ المَمَرُّ وَالمَاشِي عَلَى الطَّرِيقِ؛
حِينَ شُحِذَ الرَّمْلُ المُتَحَرِّكُ لِيُصْبِحَ كُثْبَانًا تَتَحَرَّكُ وَتَجْلِبُكَ
إِلَى صَحْرَاءِ (نِيمْرُووز)، وَ(المَالاَيَالِي) حَاضِرُونَ؛
ثَمَّ تَكْوِينٌ هَنْدَسِيٌّ غَرِيبٌ.
4.
لاَ يُمْكِنُنِي أَنْ أُوَاصِلَ،
فَالذَّاتُ الَّتِي كُنْتُهَا فِي الجِبَالِ؛
تَرْعَى الأَغْنَامَ،
مُنْحَنِيَةً، تَحْمِلُ الخَشْخَاشَ الجَافَّ عَلَى ظَهْرِي؛
كَانَ أَسْيَادُ الأَرَاضِي قَدْ غَيَّبُوا النَّضِيرَ مِنْهَا فِعْلاً،
وَبَعْدَ العُثُورِ عَلَى السِّجِلِّ تَحْدِيدًا،
أَصْبَحَ السِّجِلُّ دَلِيلاً لِلْحِكْمَةِ،
وَفَتَحَتِ الأَبْوَابَ بِحَيْثُ يَتِمُّ التَّوَسُّعُ فِيهَا،
5.
مُرْتَدِيَةً ثَوْبَ النَّقَاءِ،
وَغَطَّتِ الثُّلُوجُ أَشْجَارَ تَنُّوبِ (هِيرَات)،
وَثَمَّ مُحَاوَلَةٌ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ البَلْدَةِ لِتَعُودَ،
لِذلِكَ لَيْسَتْ لَدَيَّ حَاجَةٌ أَنْ أَكْتُبَ أَيَّ شَيْءٍ؛
الوَاحِدُ، الوَاحِدُ الَّذِي يَحُومُ،
يَبْحَثُ فِي لاَ شَيْءَ، بِخِلاَفِ نَفْسٍ،
مَشَتِ المَسَافَةَ؛ وَقَدْ أَظْهَرَتِ التَّحَمُّلَ؛
غَيْرِ ذَاتِيَّةٍ، تَحُومُ عَلَى مُعْظَمِ مَحْمُومِ لَيَالي كَابُولَ،
لَمْ يَكُنِ الطَّقْسُ بَارِدًا،
وَلكِنْ لَفَّةٌ لَوْلَبِيَّةٌ فِي الزَّاوِيَةِ،
وَكَانَ الثَّلْجُ يَتَحَرَّكُ صُعُودًا فِي تِلْكَ الأَوْرِدَةِ.
